الفلسطيني مدير عام
عدد المساهمات : 662 تاريخ التسجيل : 22/01/2010 العمر : 29 المزاج : رايق
| موضوع: قصيدة رائعة لمحمود درويش- لماذا تركت الحصان وحيدا الثلاثاء أبريل 13, 2010 3:45 pm | |
| [b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]محمود درويش - فلسطين [size=16]إلى أين تأخذني يا أبي؟ إلى جهة الريح يا ولدي … … وهما يخرجان من السهل ، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال ، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي ؟ ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي ! تحسس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ وهما يعبران سياجاً من الشوك : يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ … ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها … تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب ، فاصمد معي لنعودَ ـ متى يا أبي ؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني! وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم. هنا جعل الماء خمراً. وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر غداً. وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود … [/size][/b] | |
|