منتديات همس الروح الفلسطينية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تمييز... نجاح... ابداع...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطبيب الذي نريد...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدمر




ذكر
عدد المساهمات : 146
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
العمر : 28
المزاج : رايق

الطبيب الذي نريد... Empty
مُساهمةموضوع: الطبيب الذي نريد...   الطبيب الذي نريد... I_icon_minitimeالإثنين مارس 22, 2010 5:18 pm

منذ 4 سنوات تقريبا وفي نفس الموقع المفضل نشرت وقفتي الطبية الأولى والتي كانت بعنوان المريض الذي نريد... ولقيت هذه الوقفة استحسان الكثير من القراء وزوار الموقع وصلت إلى الآلاف من قارئ وناقد ومعلق أو مستفسر، وبلا شك أن بعض القراء قد خطرت ببالهم الفكرة المعكوسة أو المضادة، هل بالفعل المريض الذي يريده الطبيب سيجد الطبيب الذي نريد والذي يداويه ويقوم على شأنه أحسن القيام؟؟؟؟

وكنت قد حددت حينها قصدي من الموضوع عموما وهي الحالة التي يجب أن تتوفر في المريض من أدبيات وسلوكيات عامة تساعده في التداوي عند أهل المهنة ومساعدتهم في علاجه وبالتالي التداوي والعلاج بالطريقة الصحيحة، وبعد هذه الفترة من التفكير ارتأيت أن أضيف الشق المتبقي من الموضوع العام ليكتمل الفهم ويتضح القصد.

مما لاشك فيه أن الطب المهنة النبيلة التي يتمنى كل الآباء لأبنائهم ممارستها تحتاج إلى صنف خاص من الناس تتوفر فيهم الصفات والشروط التي تؤهلهم لخوض غمار الطب والتطبيب بمختلف فروعه المتشعبة والكثيرة في مجالي الطب والجراحة عموما، وإن كانت بعض الاختصاصات تفرعت عنها اختصاصات دقيقة.

في الكثير من المؤتمرات والندوات التي تعقد على مر الأزمنة يطرح السؤال التالي: هل الطب مهنة أم رسالة؟؟؟، والواقع أن الأمر قد يشملهما ويكون الطب مهنة رسالية، مع الإشارة إلى أن الكثير من الأطباء يعتبرونها مهنة ووسيلة للعيش الرغيد ولو على حساب المرضى.

ومنذ القدم طرحت أخلاقيات الطب وكان مؤسسها أبيقراط والتي كانت اللبنة الأساس لممارسة الطب على العموم.
وفي هذه الوقفة أركز على جملة الصفات التي يجب أن يتحلى بها الطبيب المتكوّن أو الممارس على حد سواء، وهي في الحقيقة نقد ووصف لمظاهر سيئة قد نشاهدها في الكثير من العيادات أو مستشفياتنا للأسف الشديد.
نريد الطبيب الذي يبتغي بعمله وجه الله قبل الأجر من المؤسسة التي يعمل بها أو من المريض بحد ذاته، ذلك لأنه في بعض الأحيان وتحت طائلة الظروف المعينة قد يفكر الطبيب في تحويل المرضى إلى مجموعة من الزبائن المربحين.

أذكر القصة الواقعية التي قد يستغربها القارئ:
أعرف شخص أخذ زوجته إلى مستشفى النسائية والتوليد بعد أن سقط حملها واشتد عليها الألم، ولما كان الطبيب المختص المناوب لديه عيادة خاصة أمرها بالتوجه إلى عيادته كي يقوم بتطهير رحمها من بقايا الحمل وبالفعل قام بذلك، لما همت المريضة بالخروج طلب منها المبلغ المستحق ولم يكن عندها أو عند مرافقها المبلغ في الحال، قام الطبيب بنزع خواتيم أصابعها كضمان حتى تدفع له المبلغ المستحق. وكم من طبيب أدخل السجن أو فصل من مهنته بسبب الرشوة وغيرها.

نريد الطبيب الذي يكون ملما إلماما تاما بمهنته وما يرتبط بها من مداواة للمرضى بالطريقة الصحيحة التي تعيد لهم صحتهم وقواهم العقلية والجسدية.

نريد الطبيب الذي يكون مواكبا للتطورات المختلفة في مجال تخصصه، فمن المعيب أن نجد في بعض الوصفات الطبية أدوية غير مستعملة الآن على الإطلاق أو أن الزمن ثبت عدم فعاليتها لكن البعض يصفها للمريض جهلا بذلك.

نريد الطبيب الذي يستر عورات المرضى ويحافظ على السر المهني، ولا يكشف عن المريض إلا بالقدر الذي تستدعيه الضرورة للتشخيص أو العلاج.

نريد الطبيب الذي يقتحم التخصصات النادرة ويتقنها حتى لو تطلب ذلك السفر والتنقل، ففي ذلك تطورا لأمتنا ومداواة لمرضانا وكفايتهم من التنقلات الخارجية التي تكلف الكثير. أعرف أنه في كثير من بلداننا يطرح مشكل التخصصات النسائية التي يقتحمها الرجال، فمن حيث المبدأ ليس هناك إشكال في من يطبب بل في عقلية من يقوم بالتطبيب، لكن احترام خصوصيات وأعراف المجتمعات مهمة جدا، والواجب على بناتنا الطبيبات القيام بواجبهم في سد احتياجات مجتمعاتهن في التخصصات النسائية خاصة، مع الإشارة إلى أن أحسن وأبرز أطباء النسائية والتوليد على المستوى العالمي رجال.

نريد الطبيب الذي يشفق على المريض، وأن يعطي لكل حالة وقتها الذي تستحق، وإن أشكل عليه الأمر فليرسل مريضه إلى من هو أقدر منه في التشخيص والعلاج. وفي هذه النقطة بالذات أريد أن أضيف: في كثير من الأحيان قد يعجز الطبيب عن تشخيص المرض فيلجأ إلى وصف تحاليل أو أشعة غير مجدية وكان الأحرى أن يحول أو يرسل المريض إلى زميل له أو إلى أحد أساتذته المقتدرين بدل من يضيع الوقت والجهد وصحة المريض في خطر. لكن للأسف تحول هذا الأمر إلى طابو من الطابوهات الذي لا يجب أن يتكلم عنه. هل من المعيب أن أقول لمريض ما: إن حالتك تستدعي أن تتوجه إلى مختص ما أو زميل لي لأنني لم أفهم حالتك بالتدقيق؟؟؟؟

نريد الطبيب الذي يستمع كثيرا للمريض ويسأل عن بدايات وتطور المرض وعن الأعراض المصاحبة، وأن يفحص المريض بتأني، وأن تكون يده اليد الحانية التي تداوي. فمن خلال تجربتي المتواضعة هناك صنف من المرضى يرتاح بالكلمة الطيبة والابتسامة العريضة قبل أن يأخذ الدواء على الإطلاق.

نريد الطبيب الذي يصارح المريض بحقيقة مرضه ليس من جانب التخويف ولكن من باب معرفة تفاصيل المرض وما يترتب عليه من إجراءات وقائية أو احتياطات علاجية، وأن يشرح له التفاصيل سواء في كيفية تطور المرض أو علاجه بالطرق المختلفة الطبية أو الجراحية.

نريد الطبيب الذي يسعى لتجديد قدراته المهنية من خلال المشاركة في المؤتمرات المختلفة والاحتكاك بالزملاء ونقل التجارب والخبرات بينهم، ومواكبة كل جديد ومتجدد إن مفيدا أو مستفيدا.

نريد الطبيب الذي يضحي بوقته من أجل راحة وسعادة المريض، فكم من مريض توفي في الحالات الإستعجالية بدعوى انتهاء ساعات عمل الطبيب المناوب مثلا، أو تأخره في وصوله في الموعد المحدد.

نريد الطبيب الملتزم بمواعيده في عيادته أو في مقر عمله، حتى أصبح في بعض الحالات يحضر المريض في الموعد ويتأخر الطبيب الذي أعطى له الموعد في التوقيت والمكان المتفق عليهما.

نريد الطبيب الذي يربطه بينه وبين مرضاه العقد الأخلاقي في النصح والتوجيه والمداواة والمتابعة لحالاتهم التي تستوجب ذلك.

نريد الطبيب الذي يوقر من علمه، وأن يحترم زملائه في المهنة في مختلف التخصصات والميادين الطبية وأن يسدي النصح والتوجيه بالطريقة اللائقة وغير المخزية، فالمعيب أن يتحول الأطباء إلى التشهير أو التقليل من قيمة البعض وبخاصة أمام المرضى.

نريد الطبيب الذي يتحمل المشاق في والانتقال إلى بيت المريض أو مكان الحادث إن اقتضى الأمر، لأن الكثير من الحالات الحرجة تموت في طريقها إلى المستشفيات لشدة الصدمة وغياب الإسعافات الأولية اللازمة، وفي ذلك تكوين خبرة في الطب الإستعجالي الذي يخضع في كثير من الدول المتقدمة إلى العناية والاهتمام الكبير.

نريد الطبيب الذي يفكر بعقلية الفريق في العمل، وأن نجاحاته من نجاح الفريق والعكس هو الصحيح، فليحرص على علاقاته الطيبة مع كل أفراد فريق البحث أو التطبيب أو الجراحة.

نريد الطبيب الذي يضع خبرته وتجاربه في ميدان تخصصه بين أيدي من يحتاجون من طلبة وباحثين، وأن ينشر ما يراه مناسبا وجديدا في الدوريات العلمية العالمية وبالتالي يكون قد ساهم في تشييد صرح المعرفة الذي لا لغة له ولا حدود.

نريد الطبيب وبخاصة من أساتذة الطب أن يكوّنوا الأجيال بعقلية تكوين الخلف بأحسن الخبرات والتجارب، لا بعقلية حشو المعلومات والتركيز على الجانب النظري على حساب الجانب العملي.
هذه بعض المواصفات التي أراها ضرورية في تخلّق والتزام أي طبيب بها لنكون بالفعل في مستوى من يؤدي المهنة الرسالية، والأكيد أن المجال مفتوح بل ومطلوب فيه الكثير من المناقشة والنقد ليستوي الأمر في خدمة المريض أولا وآخرا.

تستطيع إضافة تعليقك على الموضوع في عيادات صحة ، قسم وقفات طبية (اضغط هنا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطبيب الذي نريد...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الوقفة الأولى: المريض الذي نريد
» الحمد لله الذي عافانا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همس الروح الفلسطينية  :: ~¤¢§{(¯´°•. المنتـديـات الثقـافيـــه .•°`¯)}§¢¤~ :: منتدى الصيدلة و الطب-
انتقل الى: